كلام آخر

كورونا والسيولة..!  

علي مجالدي
11 أفريل 2021

توظيف التكنولوجيا لتجاوز الأزمات الطارئة لم يعد خياراً، بل حتمية تفرضها الظروف، وجائحة كورونا ورغم سلبياتها، فهي تقدم فرصا لمراجعة طريقة تفكيرنا وتصورنا للمشكلة والحل، والاهتمام بالجوانب الثقافية المجتمعية والتي قد تكون في الكثير من الأحيان سببا في إفشال أو تعطيل نجاح أي مشروع.
لقد شكلت جائحة كورونا تحديا كبيرا للجزائر على أكثر من صعيد، وبالأخص على الصعيدين الاقتصادي والصحي، وجعلتنا نكتشف واقعنا الذي يحتاج إلى الكثير من المراجعة. فأزمة السيولة التي عرفتها البلاد في فترة سابقة، بيّنت بأننا مازلنا متأخرين تأخرا كبيرا في ولوج عالم الدفع الإلكتروني، رغم الجهود المبذولة في هذا الإطار، سواء الدفع عبر الانترنت، أو بواسطة بطاقات الدفع (البطاقة الذهبية) في مراكز التسوق أو محلات البقالة، وذلك لتفادي طوابير الانتظار الطويلة أمام مراكز البريد لسحب الأموال، والتي لا تسبب التذمر فقط، بل ناقلة للعدوى كذلك.
لا أود أن أتكلم هنا عن الأسباب التقنية والموضوعية لأزمة السيولة وهي معروفة للعام والخاص، إلا أن الثقافة المجتمعية أيضا لها نصيب لا بأس به في زيادة حدة هذه الأزمة، وبشكل غريب وملفت للانتباه لا يزال الناس يتحفّظون أو يرفضون أو حتى يجهلون طريقة استخدام طرق الدفع الإلكتروني، حيث يرون في بطاقات الدفع شيئا مريبا، غير موثوق وغير مضمون!!، فتجد الناس يفضلون الدفع الورقي على حساب الدفع الإلكتروني، رغم ما يوفره هذا الأخير من مزايا سواء للدولة أو للمواطن.
إن الجوانب الثقافية مهمة لنجاح أي مشروع، مهما كان، وتحضير الناس ذهنيا أمر ضروري، والمسؤولية جماعية وتقع بالأخص على عاتق وزارة التجارة صاحبة المشروع وبقية القطاعات الوزارية ذات الصلة. والجهات المسؤولة لها من الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذا المشروع وشرحه للعامة، ولِمَ لا الترويج له بطرق حديثة أثبتت نجاعتها في دول أخرى؟، كتقديم مزايا تفضيلية لمن يقوم بالشراء عبر بطاقات الدفع، في صورة تخفيضات، لتغيير منطق الشكارة الذي يفضله الجزائريون، سواء عن قصد أو دون قصد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024